الأحد، 22 أبريل 2012

قراءات من مسرحية أصوات الطبيعة من حولنا


الاثنين، 3 أغسطس، 2009

نايف احمد

قراءات من مسرحية أصوات الطبيعة من حولنا
1 من 5
مهندس صوت نايف احمد

اسم المسرحية : أصوات الطبيعة من حولنا
الفرقة المسرحية : فرقة خالد ابوحشي للفنون المسرحية والإنشاد والاستعراض
سيناريو وحوار : خالد ابو حشي
أخراج : عباس منصور
إنتاج وتوزيع / مؤسسة خالد ابوحشي للإنتاج والتوزيع الفني
أولا :- أغنية العصفور والغنم
الفصل الثاني المشهد الأول : الحيوانات جزء من الطبيعة
الموضوع / عندما تحاكي أصوات الطبيعة , غناء الإنسان و موسيقى البشر الطبيعية المعزوفة

العمل يعد سابقة نوعية من نوعه في المنطقة وكعمل موسيقى أوركسترالي و بالمجمل: ( أوبرا مصغرة للأطفال ) بزمن محصور ضيق في زمن القطعة الموسيقية ولا يعد كأوبرا طبيعية متكاملة الزمن والعناصر المكونه لها ( أي الأوبرا الكاملة ), وعبارة عن فقرة من فقرات المسرحية نفسها, المراد البحث بواسطتها, لمعالجة أوجه الشبه والتقارن بين أصوات الطبية من حولنا والأصوات البشرية الطبيعية وأصوات المعزوفات الموسيقية الطبيعية .
أن العمل عبارة عن( كياني عضوي ) أي كيان يضم عدة عناصر تتكامل ببعضها البعض للترابط ومن ثم تـُكون هدف مشترك وهو تحقيق وجود شيء واحد .
وهذا الشيء متفاعل بمكوناته المركبة من العناصر الطبيعية ( لأصوات الطبيعة من حولنا ) تهدف لعامل مشترك بعمل فني مسرحي موسيقى ولأداء الغرض المنشود لكل عنصر مرتبط بعنصر آخر , لإعطاء طابع الرسالة الصوتية المنتجة منه ( أي العنصر نفسه المرتبط بعنصر آخر) , ثم الإفصاح عن رسالته ووظيفته التي وجد لأجلها.
من الجميل في هذا العمل الأوبرالي هو واقعية الابتكار والمهارة وسعة الخيال للمبدع السيناريست والمؤلف والموزع الموسيقي لهذا العمل / خالد أبوحشي , كما أن أبجدية الإعداد والتأليف لكينونة العمل هذا والمراد الخروج به بصورة الإدراك ثلاثي الأقطاب , الذي قد أثار وأحدث الرؤية الواضحة ( لمسرحية الفكر النغمي المعبرة ) بدلالات الإيحاءات والإيماءات لفظا عبر قول بنطق من منطق أو حركة من فعل مصاغ ومستساغ طبيعيا ( أي بدور التمثيل ).
أما بالنسبة لتصنيف هذا العمل الأوبرالي المصغر فإنه يندرج تحت مسمى ( تصنيف الفن الذي ليس من صنع الإنسان ) أي من صنع الله سبحانه وتعالي جل جلاله ويقول البعض عنه: أنه من صنع الطبيعة فهو لا يعبر عن انفعال بل يسببه, او يزيده انفعال الإنسان عمقا , ذلك بالنسبة إلى محتوى الأداء , كما أنه يوجد هناك صنفين إضافيين من مثل هذا التصنيف وهما أ/ صنف الفن الجميل و ب/ صنف الفن النافع , ولا تقاس الأوبرا بالفن إلا ما وظف كجزء من الأجزاء المكونة للأوبرا حيث أن الأوبرا تعد عمل فني متعدد وتكامل بالعديد من الفنون تؤدى في عمل واحد , والأوبرا ارفع منزلة من ( فن واحد فقط ) من الفنون الثلاثة التالية :-
1- الفن الأكاديمي وهو الذي يلتزم بتطبيق الأصول والقواعد المعمول بها في المناهج الأكاديمية .
2- الفن الشعبي وهو التعبير التلقائي الذي ينتج بالسليقة ومصدره غالبا أعماق الريف أو الصحراء.
3- فن العصور المختلفة والاتجاهات الفنية مثل : فن عصر النهضة أو العصر الكلاسيكي أو الرومانتيكي و / فن الاتجاه ألتأثيري أو الانطباعي أو التكعيبي.
المشاركون الثلاثة في هذه الأوبرا في شخصية واحدة!
الأول : إن كان واضع النص .. الدرامي والأعداد المسرحي
ثانيا / إن كان الشاعر الذي يؤلف حوار الصوت الشعري للمشاهد الذي تصلح للغناء فيها
ثالثا / إن كان مؤلفا موسيقيا يضع الألحان والمؤثرات الموسيقية التي تخلق المناخ النفسي للأحداث .
هذه الثلاثة شخوص المعنية قد تكونوا في شخصية واحدة وهي شخصية المؤلف الفنان السيناريست / خالد ابوحشي .. بغض النظر عن ما إذا كان العمل المسرحي هذا بواسطة فرقة المسرحية او الإنتاج لهذه المسرحية بواسطة مؤسسته الإنتاجية , فإن الثقافة التحصيلية الأكاديمية لهذا المؤلف , قد خـُولت لإيجاد ( الإبداع بالتفنن والتدارك ) بأن يكونوا هذا العمل الأوبرالي الطبيعي المستنسخ من أوبرا البشر الاعتيادية التي يؤديها الناس الفنانون .
المنظر الطبيعي والملابس والديكور
مرعي بأرض زراعية فيه الأغنام والطيور ( المؤدين القائمين بالأدوار البسة الأغنام و العصفور ) .
الباليه
رقصة العصفور في دائرة حوله الأغنام ترعي , ودورها لتخفيف حدة الدراما وإعطاء المشاهد فرصة للاستماع والاستمتاع بهذا العمل الرفيع.
الكوريوجراف
أعد الكوريوجرافر , المؤلف نفسه مؤلف المسرحية و الرسم في زمن النغم بحركات أجسام المؤدين للمشهد وهي مأخوذة من نوتة اللحن الموسيقي الأساس.
الأدوار العصفور المؤبر والغنم الكورال
على النوتة الموسيقية بحيثية وطابع أداء الإنسان بإمكانات وخصائص صوت المؤدي العصفور والكورال الغنم, بإتقان قراءة النوتة الموسيقية ( طبيعيا ) تآلف مبعثر .. والمظهـَر بتقمصات شخوصم الطبيعية , كركترات ( الحيوانات ) .
الأوركسترا
تصنيف من ( أوركسترا البوب ) كآخر احتمال مقبول للتأليف الغنائي للحيوانات على شكل أغنية :-
1- الخط اللحني : حركة موسيقية واحدة مدمج فيها التعبير والحركات للعصفور .. خط انسيابي طويل فيه جمل عريضة معبر بواسطتها عن الهدوء والعاطفة والخيال, (والخيال ليس له وجود إلا في نفس صاحبه المؤلف ).. حسب مقادير الزمن المقترحة ل ( تعبير اضطراب.. لحركات العصفور الاعتيادية , خوف خفيف , وخيال تعبيري لفيسلوجية العصفور )
2- الإيقاع والسرعات: في أللإيقاع موحدة ضبط ( الكونتيز ) وفي عزف الاوركسترا به أكثر أنواع السرعات .. تركيب زمن طبيعي على ( كوانتايز) إلكتروني باحتراف وبتفنن متقن وبنوت طبيعية وأصلية حسب نوعية السرعات المتقلبة في العزف , ويوجد هنا تناظر زمني موظف بين أداء العصفور والغنم و العزف الأوركسترالي وعلى زمنين موحد الكتروني بالإيقاع و طبيعي في الاوركسترا المعزوفة, فذلك ابداع في التأليف الموسيقي يفوق الوصف.
التوزيع الموسيقي الأوركسترالي
رسمت الضرورة الموسيقية للتوزيع الموسيقي الاوركسترالي تلك الاحتمالات الثلاثة , للدعائم المعمول على أثرها التوزيع الموسيقي الأوركسترالي وهي:-
1- حذفت من التوزيع الموسيقي الأوركسترالي هذا لأغنية الغنم والعصفور , حذفت أصوات الآلات النحاسية التي تعبر عن العدوان والبطولة والانتصارات في الحروب واضطرابات الترقب القلقة , وتباعها لونها , الخاص بها , ( أي الآلات النحاسية ) اللون الأحمر اللامع البراق.
2- حذف أيضا من التوزيع الموسيقي نفسه , آلات النفخ الخشبية ( الناعمة الرقيقة التي تعبر عن شاعرية الريف والصحراء وذلك لسبب تغييب المكان والوقت الخاصين بأي من الديموغرافيات المعينة , وذلك لسبب أن: أصوات الطبيعة في كل مكان وفي كل زمان وهي لدى جميع الشعوب و ولم يفضل الموزع الموسيقي لهذا العمل ان يحدد ديموغرافية معينة بنفسها في هذا العمل الشامل .
3- كان التوزيع الموسيقي بالآلات الموسيقية الوترية التي تشعر وتعبر عن لغة العاطفة باستمرارها المنفرد الغير منقطع .. حيث قد جمل وكمل أداء التوزيع الموسيقي الأوركسترالي هذا , خصائص العزف الطبيعية للآلات الوترية بمتابعة دور صولو الكمنجات الذي استشف حركات العصفور وتفاعلات شقشقتة الطبيعية المعتادة , مما أوجد تجانس هذا مع أداء صولو الكمنجات , ونشير بأحقية الجدارة بأن الموزع الموسيقي الأوركسترالي ( المؤلف نفسه ) , بأنه لم يدع شاردة او واردة لها اختصاص او نسبة او ارتباط تعبيري او معنوي , إلا وقد قام بتوظيفها التوظيف السليم الذي يخدم العمل ككل , وأشيد بنفسي أنا , على أن هذا العمل الصغير لهو عمل كبير في حد ذاته يجاري الأعمال الأوبرالية الكبير بمحتواه المنطقي المدروس.
وبدوري كمهندس صوت وبرأيي الشخصي , بأن هذا العمل الأكاديمي لا تقوم به إلى أطقم عمل محترفة في المسرح والغناء والموسيقى , ومن التأليف إلى الإخراج كل في ما يخصه , وأن فرقة خالد ابو حشي للفنون المسرحية والإنشاد والاستعراض , وهذا من مثل أعمالها , أنها ( أي الفرقة المسرحية نفسها ) بدأت بمسرحيات المحترفين ولم تبدأ بمسرحيات الهواة او المرتجلة في عالم المسرح , فهنيئا لهذه الفرقة المسرحية وللقائمين عليها .
في البقية أربعة أجزاء متمة لهذه المقالة .